إدارة الموقع




































نحن لا نفتري على أحد بل نقول الحقيقة للجميع
كازابرس : نحن لا نغطي الخبر بل نكشف عنه
لا زلنا نتفاعل مع السنة الجديدة وأوضحنا كيف أن الإصلاح وجب أن يكون “موضوعية” في التحليل و”رصانة” في الفكر، و”مصداقية “في الحديث، وقدمنا مثالا واقعيا لممارسة المعارضة للإصلاح من خلال قانون المالية. وَعَطفا على ذلك نقول أن الحديث عن السنة الجديدة وجب دائما أن يسبقه تقييم للسنة التي انقضت…وهو ثاني الأمور التي أركز عليها في ثنايا منهجية الإصلاح…
إن المصلح الحقيقي هو الذي لاَ يُقْبِلُ على خطوة جديدة إلا بعد تقييم الخطوة السابقة…يخلو بنفسه، ينظر فيما قدمه حقيقة… هل كان عمله خلال السنة مجرد مزايدات؟ أو شعارات؟ أم تحقق من ذلك شيء؟ وإذا تحقق بفضل من؟ وبفضل ماذا؟ وكيف تم استقباله من طرف الفئة التي استهدفها الإصلاح؟ وهل تأثر معارضو الإصلاح؟ وكيف كانت ردة فعلهم لعرقلته وتقليص آثاره؟ إلخ…
من الأسئلة التي من شأنها أن تعيد توجيه دفة قيادة الإصلاح، أو ترفع من وتيرته، أو تراجع من سرعته، أو تجدد آلياته، أو…إلخ
المصلحون تحت ضغط الزمن أو ضعف الإمكانيات أو مناوشات الخصوم قد تقل إنجازاتهم…لكن هل تساءلنا: ما موقعنا نحن في منظومة الإصلاح؟ أَلَمْ يَتَأثَّر الإصلاح بسوء تقدير أو سوء فهم أو سوء تنزيل من طرفنا…هذا هو السؤال المحوري الذي وجب علينا طرحه بعد انتهاء سنة واستقبال أخرى…وهذا منهج رَبَّاني بَشَّرَنَا به الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، قبل أن يدخل مجلدات علم التدبير العصري…لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخبرنا على ضرورة أن نُسائِل أنفسنا قبل أن نُساءَل… وقد كان بعض الصحابة، ومنهم عمر رضي الله عنه وأرضاه، يجلس على فراشه في آخر اليوم ويسائل نفسه ما قدم وما أخر…يحمد الله على المُنْجَز، ويستغفر الله على غيره…ويجدد العزم في اليوم الموالي على التصحيح والاستدراك…
فتحية لأولئك الذين يسيرون على هذا المنهج…ولهم مني أزكى السلام…
محمد نجيب بوليف
ملاحظات قبل التعليق:
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي كازا بريس