عدة أسر ملالية تعرف حق المعرفة سيدة وقورة ومتواضعة أفنت عمرها في السهر على تجارة تخلو من الغش وما شابهه ، تراها دائما أمام دكانها المتواجد على بعد أمتار قليلة من مدرسة 11 يناير بمدخل لغديرة الحمراء وهي بصدد تنقية الأعشاب والتوابل المنزلية الأصيلة ، تقتني منها الأسر الملالية وهي تقدم بضاعتها بوجه بشوش وتسدي النصائح ، كانت لنا معها دردشة بعد اقتناء بعض التوابل حيث أكدت أنها تقتني البضاعة وتقوم بغسلها ونشرها تحت أشعة الشمسة إلى أن تيبس فتقوم بطحنها ودقها بالمهراس الخشبي أو النحاسي تجنبا للصدإ ، كما كانت تسهر على النظافة وعرض سلعتها بطريقة بدوية من خلال تصنيف كل بضاعة على حدة الواحدة بجانب الأخرى ، إنها السيدة كبيري رقية التي رحلت إلى دار البقاء خلال الأسبوع المنصرم بعد وعكة صحية ألزمتها الفراش وهي في التسعينيات من عمرها حسب ما صرح به أحد أبنائها اللهم تغمدها بالرحمة والمغفرة والرضوان ، رحلت وقد تركت دكانها الذي ربما لو تكلم لتألم كثيرا على فراقها حيث كانت تلازمه ، يقول ابنها كانت بمثابة الأب ، قلبها كبير تحب الجميع وتوفي الكيل والميزان بالعطاء ولا تعرف سبيلا للغش و الابتسامة العريضة التي تظهر من خلالها الأسنان العاجية الناصعة تجعل المرء يثني عليها ويقتني منها ما طاب من هذه التوابل ، رحلت الأم رقية وبقي اسمها ملازما للمكان ، اللهم اسكنها فسيح الجنان والتعازي الحارة لأسرتها ومحبيها ومعارفها ، الصور المرافقة لهذا المقال تم تزويد كازابريس بها من طرف ابنها أحمد الذي تولى تسيير الدكان وقلبه تملؤه الحسرة على فراقها ويشكر كل من تقدم لأسرته بالتعازي مطالبا بالدعاء لها بالمغفرة ، والبقاء لله الواحد القهار